وفي الحديثين التاليين أيضا تحذير شديد في تفسير القرآن بغير علم، وأن الإنسان المسلم لا يقول في القرآن برأيه، وإنما يقول بما علمه وأنه الحق الموافق لما في الكتاب وفي السنة.
ويحسن بنا أيضا أن نبين في هذا المقام على وجه السرعة التفسير وأنه على نوعين: تفسير بالمأثور، وتفسير بالرأي.
فالتفسير بالمأثور: هو الذي يعتمد على المنقول الصحيح من تفسير القرآن بالقرآن أو تفسير القرآن بالسنة أو تفسير القرآن بأقوال الصحابة أو تفسير القرآن بأقوال التابعين، هذا هو القسم الأول من التفسير، فهذا التفسير يدور على الرواية والنقل، وهذا هو الذي يجب اتباعه والأخذ به ؛ لأنه الطريق الصحيح الذي فيه النجاة، وهو آمن سبيل للحفظ من الزيغ والزلل في كتاب الله تعالى والتفسير.
القسم الثاني: التفسير بالرأي، وهو قسمان أيضا: قسم مذموم وقسم ممدوح:
والنوع الثاني: وهو التفسير بالرأي الممدوح، وهو ما يستند على أصول شرعية وضوابط علمية، ذكر أهل العلم منها: صحة الاعتقاد، والتجرد عن الهوى، والعلم بالعلوم الأخرى المساندة، والعلم باللغة العربية، وأن يسعى في طلب التفسير من طرقه وضوابطه الصحيحة، هذا تفسير ممدوح ؛ ولهذا جمع بين التفسير بالرأي الممدوح والتفسير بالأثر أئمة من العلماء ؛ منهم الطبري، ومنهم ابن كثير، ومنهم البغوي، هؤلاء جمعوا بين الأمرين بين النقل وبين بين الأثر والرأي الرأي الصحيح.
أما بعض التفاسير فإنها سلكت مسلك الرأي المذموم ؛ كتفاسير المعتزلة، وتفاسير الرافضة، وبعض تفاسير الأشاعرة، تفسير الزمخشري تفسير معتزلي فيه ضلالات كثيرة، وإن كان فيه معاني كبيرة من اللغة لكنه سلك مسلك الرأي المذموم، وهذا القول على الله تعالى بلا علم في القرآن الكريم داخل في هذا الوعيد الشديد، نعم